«أين لينار؟».. صرخة أم تبحث عن ابنها العشريني المفقود في إيران

«أين لينار؟».. صرخة أم تبحث عن ابنها العشريني المفقود في إيران
الشاب الفرنسي الألماني لينار مونتيرلوس

ركب الشاب الفرنسي الألماني لينار مونتيرلوس، ذو الـ19 عامًا، دراجته الهوائية في مايو الماضي، وهو يحلم بعبور القارات من أوروبا إلى آسيا، في رحلة اكتشاف ذاتي ولقاء الثقافات المختلفة، لم يكن يحمل سوى حقيبته وخريطة الطريق وإيمان شاب بعالم لا تزال فيه الحدود تُفتح بالابتسامات.

اختفى لينار فجأة في 16 يونيو الماضي، أثناء توقفه في مدينة بندر عباس جنوبي إيران، بعد ثلاثة أيام فقط من اندلاع الحرب التي دامت 12 يومًا بين إيران وإسرائيل، ولم تتلقَّ عائلته أي اتصال منه منذ ذلك الحين، لتبدأ كوابيس الأسئلة والاحتمالات، بحسب ما ذكرت وكالة "فرانس برس"، الخميس.

طالبت عائلة الشاب، في بيان نُقل عن وكالة فرانس برس، السلطات الإيرانية بـ«إثبات أن ابننا ما زال على قيد الحياة، وتمكيننا من التواصل معه في أقرب وقت ممكن». 

وأضاف البيان: «بعد مرور شهر على توقيفه، لم نتلقَّ أي معلومات رسمية بشأن مكان احتجازه، أو أسباب توقيفه».

اتهام بلا تفسير

أعلن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في تصريح مقتضب لصحيفة لوموند الفرنسية، أن مونتيرلوس «أُلقي القبض عليه لارتكابه جرمًا»، دون أن يُفصح عن طبيعة هذا الجرم أو الملابسات، وظل البيان بلا تفاصيل، وازدادت به حيرة العائلة بدل أن تُزال.

لم تكن حالة لينار الأولى، فإيران ما زالت تحتجز مواطنين فرنسيين آخرين، هما سيسيل كولر (40 عامًا) وشريكها جاك باريس (72 عامًا)، منذ مايو 2022، ووجهت لهما تهمًا تصل عقوبتها إلى الإعدام، رغم أنهما كانا في رحلة سياحية. 

وتشتبه فرنسا في أن إيران تستخدم احتجاز الأجانب كورقة ضغط في مفاوضاتها الدولية، خصوصًا بشأن ملفها النووي والعقوبات.

آمال معلقة

أكدت عائلة الشاب الفرنسي، أنها «تعوّل على جهود الدبلوماسية الفرنسية والألمانية للإفراج عن ابننا البريء». 

وشددت الخارجية الفرنسية مرارًا على ضرورة عدم سفر رعاياها إلى إيران، بسبب ما وصفته بـ«خطر الاحتجاز التعسفي».

ولا ترى والدة لينار في ابنها سوى شاب وديع، مغامر، شغوف بالثقافات، لم يكن في رحلته سوى سفير للسلام. لكن خلف القضبان، تتلاشى هذه الصورة في زحمة التوترات الجيوسياسية.

جدار يزداد سُمكاً

رفضت طهران حتى الآن الكشف عن مكان احتجاز الشاب، أو تمكين القنصليات من زيارته. وفي كل يوم يمر، يتحول القلق إلى ألم، وتغدو الرحلة التي كانت ملهمةً، قصة عن الخوف من المجهول.

وتتعلق عيون أمه برسالة قصيرة أو صورة تثبت أنه ما زال حيًا.. وفي كل مساء، تضع بجانب سريره خوذته القديمة، على أمل أن يطرق الباب ذات يوم، ويكمل الطريق الذي بدأه.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية